أعلنت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في برلين، أمس الأول (الأربعاء)، أن «المرتزقة» الأجانب الموجودين في ليبيا قد يغادرون قريباً البلد بعد إحراز «تقدم» في محادثات السلام.
وقالت خلال مؤتمر صحافي في ختام مؤتمر دولي حول ليبيا: «لقد أحرزنا تقدماً فيما يتعلق بالمرتزقة ونأمل أنه في الأيام المقبلة سينسحب المرتزقة من الجانبين وأعتقد أن هذا سيكون مشجعاً وسيعزز الثقة من الجانبين»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وطلب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في وقت سابق، مساعدة دولية لسحب المقاتلين الأجانب من ليبيا وذلك في خطاب ألقاه خلال مؤتمر برلين.
وتركز المحادثات على حشد الدعم الدولي لضمان إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر (كانون الأول)، وسحب المقاتلين الأجانب، وتوحيد القوات المسلحة الليبية المنقسمة.
وقال الدبيبة لاجتماع برلين إن انعدام الأمن يهدد بتقويض الانتقال السياسي. وكان قد عُين ليرأس حكومة وحدة في مارس (آذار)، من خلال عملية توسطت فيها الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الدبيبة قوله: «هناك مخاوف أمنية على العملية السياسية ترتكز على السيطرة المسلحة المباشرة للمرتزقة في بعض المناطق، ووجود قوى عسكرية لها أبعاد سياسية في عدد من المناطق الليبية، ووجود لبعض العناصر الإرهابية».
وفي حديثه قبل بداية المحادثات، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن المشاركين يريدون «ضمان وجود الدعم الدولي».
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي كان يقف إلى جواره، إن من المهم للغاية أن تُجري ليبيا انتخاباتها المقررة. وأضاف: «نشترك في الهدف المتمثل في وجود ليبيا ذات سيادة ومستقرة وموحدة وآمنة وبعيدة عن التدخل الأجنبي».
وبمساعدة من الأمم المتحدة، أحرزت ليبيا في العام الأخير تقدماً سريعاً في معالجة ما شهدته من فوضى وعنف على مدار عشر سنوات والذي هدد في وقت من الأوقات بالتصاعد إلى صراع شامل في المنطقة.
وكانت حكومتان متنافستان في شرق البلاد وغربها قد اتفقتا على وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة تعمل على إجراء انتخابات في ديسمبر المقبل.
غير أن مخاطر كبيرة لا تزال قائمة وسط شكوك في التزام جميع الأطراف بالانتخابات وكذلك لاستمرار وجود فصائل مسلحة كثيرة تدعمها قوى خارجية.
ودعا الدبيبة البرلمان الليبي إلى إقرار قانون للانتخابات بما يسمح بعقد انتخابات ديسمبر وإقرار ميزانية حكومته. وقال: «للأسف لم نرَ إلى الآن الجدية اللازمة من الأجسام التشريعية».
ويأتي اجتماع اليوم، في أعقاب مؤتمر سابق عُقد في برلين في أوائل العام الماضي حدد المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية لمعالجة الفوضى والعنف اللذين شهدتهما البلاد منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأسفرت عن الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وقال دبلوماسيان لـ«رويترز» إن فرنسا أعدت مقترحات لانسحاب تدريجي للقوات الأجنبية من ليبيا وناقشتها مع كل من تركيا والولايات المتحدة. ومع ذلك، لا يزال أي اتفاق يواجه عقبات. وقال دبلوماسي آخر: «من غير الواقعي افتراض أن تركيا ستغادر ليبيا مرة أخرى. لقد أقاموا قواعد عسكرية هنا. الشيء نفسه ينطبق على روسيا ومرتزقة فاغنر».