و تشبهني الغيوم
الشاعرة هدى الحاجي/ تونس
أنا لستُ ما أبدو
صورتي المحفورة بازميل الشّمس
في لمع البحيرات البعيدة
فكرتي التّي انقدحت
من رفرفة اجنحة الطيور الشاردة
رؤاي التّي عَلَقْتُها
بسنديانة صباي
تلك التّي عتَّقْتُ فيها
ثغاء حملان شغبي
و عدو الغزالات الرغيدة
كل ما تجلوه الرغوات الملوّنة
من فراشات الحبور
اكفهرَّ بالغيوم
تسرّب كخيوط مطر
من سقوف الخيبات
***
كل اعشاش الدوريات
التي ابْتَنَيْتُها بأغصان قلبي
من عشب الشعر الطرِّيِّ
بعثرتها الريح
في الفلاة
***
كل ذلك لم يعد يشبهني
و تشبهني الغيوم التّي تكتب نوتاتها بالبرق
فيغنيها الهزيم
و يشبهني النهر الذي يدغدغه المطر
فيفيض على الحواف المسيّجة بالزيتون
و تشبهني زهور الخزامى
لا تنحني للعاصفة
وغبار الطلع
يتلألأ ضبابا في الفجر
و يشبهني الفلّين
الذي اوراقه تخشخش في الغروب
تنفش اجنحة الحنين
ثم تطير بأحلام العصافير
***