و ﻃﺎﺭَ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﻦ
بِصلعة هائلة ﻛﺎﻥ “ﺑﻮﺭْﻭﻳﺴَﺔ” ﻳﺘﻮﺳّﻂ ﺃﺗﺒﺎﻋَﻪُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﺆﺗَﻤَﺮ ﺍﻟﺘّﺄﺳﻴﺴﻲّ ﻟﻠﺤِﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺠَﺪﻳﺪ، ﻛﺎﻧَﺖ ﻟَﻪ ﻳﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺫُﻧﺎﻥ مستقيمتان بشكل ملفت، ﻭﻭجه ﻃﻮﻳﻞ ﻧﺎﻓِﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﻭَﻋﻴﻨﺎﻥ ﻣُﻜﻮَّﺭﺗﺎﻥ ﻛَﻌَﻴﻨَﻲ ﻳَﺮﺑﻮﻉ ﺿﺨﻢ . ﺃﻋﻠﻨﻮﻩ ﺭَﺋﻴﺴﺎ ﺑِﻔﻌﻞ ﺗﻮﺍﻃﺆﺍﺕٍ ﻣَﻊ “ﺷﻜّﺎﺭﺗﻪ” ﺍﻟﻌﺎﻣِﺮﺓ المترعة، ﻓﺎﻓﺘَﺮّﺕ ﺷﻔﺘﺎﻩُ ﺍﻟﻤُﺘَﻬَﺪِّﻟَﺘﺎﻥ، ﻭﺑﺎﻧَﺖْ ﺃﺳﻨﺎﻧُﻪُ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣِﻦ ﺍﻟﻼﺯِﻡ، ﺭﺍﺳِﻤﺔ ﻣَﺸﺮﻭﻉ قهقهة ﻣَﻜﺘﻮﻣﺔ. ﻗﺎﻡَ ﻳَﺘَﻠَﻘّﻰ ﺍﻟﺘّﻬﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﻮﺥ ﻫَﻴّﺎﺏ، ﻳَﺘَﻌﻤّد المصافحة الحميمية مع ﺍﻟﻬَﻮﺍﻧِﻢ ﻭﺍﻷﻭﺍﻧِﺲ ﺍﻟﻤُﺴﺘَﺤِﻤّﺎﺕ ﺑِﻌُﻄُﻮﺭ ﻣُﺪَﻭِّﺧﺔ ﺃﻭ ﺑِﻤياه ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎ ﻣُﻬَﺮّﺑﺔ ﻣِﻦ ﺳَﺒﺘﺔ. ﻳﻘَﺒِّﻞُ ﺍﻟﺨَﺪّ ﺍﻷﻣﻠﺲ ﻓﺘَﺮﺗَﺨﻲ من الخدر أذناه كغِشاء ﺫُﺭَﺓٍ ﻣُﻨْﺘَﺼِﺒﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺒَﻴﺖِ ﺭَﻓَﺲَ ﻋَﺠﻴﻨﺔ ﻣَﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺤِﺰﺏ بيديه ﺍﻟﻨَّﺒﻴﻠَﺘَﻴْﻦ، ﺧَﺮَﺝَ ﺑِﺒَﺮْﻧﺎﻣَﺞٍ ﻳُﺜﻴﺮ ﺍﻟﺰّﻭﺍﺑِﻊَ ﺑِﺤَﻮﺍﻓﺮ ﻣِﻦ ﺣَﺪﻳﺪ . ﻭﺗَﻘَﺪّﻡَ ﻟِﺨﻮْﺽ ﺍﻻﻧﺘِﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤُﻘْﺒِﻠﺔ، ﻣُﺴﺎﻧَﺪﺍ ﺑِﺸﺮﺫﻣﺔٍ ﻣِﻦ ﺍﻷﺗْﺒﺎﻉ ﻣِﻦ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻮﻃَﻦ، ﺟُﺤﻮﺷَﻪ ﺍﻟﻤُﺨﻠِﺼﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳُﺴﻤّﻴﻬﻢ، ﺍﻟﻤُﺸﺮﺋﺒّﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣُﻌﺎﻧَﻘﺔ ﺍﻟﻨّﻬﻴﻖ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻲ . ﻭﻟﻜﻲ ﻳَﻜﻮﻥ ﺣِﺰﺑﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱّ ﻣُﻠﻔِﺘﺎ ﻓﻲ ﻛُﻞّ ﺷﻲﺀ، ﺣﺮﺹ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤِﻤﺎﺭَ ﺭَﻣْﺰﺍ ﻟﻠﺤِﺰﺏ، ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺼّﻮﺗﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻧَﻬﻴﻖ ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻲّ ﺭﺍﻗِﺺ، ﻫﻮ ﻧﻬﻴﻖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻛُﻞّ ﺣﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻳُﻌَﻠّﻞ ﺍﻟﺮّﺋﻴﺲ .
ﻫُﻮَ ﺫﺍ “ﺑﻮﺭﻭﻳﺴﺔ” ﻛﻤﺎ ﻳُﻨﺎﺩﻭﻧَﻪ، ﻋﻠﻰ ﻣﺘْﻦِ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﺻّﺔ، ﻫُﻮ وأبرز أعضاء الجهاز ﺍﻟﻤُﺴﻴِّﺮ ﻟﻠﺤﺰﺏ، ﺗُﻘِﻠّﻬُﻢ، ﻛَﻤَﺎ ﺃُﺧْﺒِﺮوا من غير تفاصيل، ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻟِﺤُﻀﻮﺭ ﺑَﺮْﻧﺎﻣَﺞ ﺑِﻤَﺤَﻄّﺔ ﺗِﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗَﺪْﻋﻢُ ﺣِﺰﺑَﻬُﻢ ﺍﻟﻨّﺎﺷﺊ ﺫﻱ ﺍﻟﺘّﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔَﺬّﺓ ﻓِﻲ ﺷَﻤَﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ.
ﻓَﻘَﺪ ﺍﺻﻄَﺤَﺐَ ﺯَﻭْﺟَﺘَﻪ ” ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ” ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻗﺎﻝَ ﻟَﻬﺎ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ، ﺣﺘّﻰ ﺗَﺸﺒّﺜﺖ ﺑِﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﻤﻠﺔ، ﻟِﺘُﺤﻘﻖ ﺣُﻠْﻤَﻬﺎ ﺑِﺎﻟﺴّﻔﺮ ﻟﺮﺅﻳﺔ “ﺍﻟﺘﻮﺭﻳﻔﻴﻞ” ﻛﻤﺎ ﺯَﻋِﻤَﺖْ، ﻭﻫِﻲ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﺗِﻬﺎ ﺗُﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻲ ﻣِﻦ ﻋُﻄُﻮﺭ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻟِﺘُﺒْﻌِﺪ ﻋَﻨْﻬﺎ ﻧَﺘﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘّﺮَﻫّﻞ، ﻛَﻲ ﻻ ﻳﻬﺠُرﻫﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺤﻰ ﻣَﺤَﻂّ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﻃِﻔﺎﺕ، ﺧﺎﺻّﺔ ﻭﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻌِﺒَﺖ ﻣِﻦ ﻭﺻﻔﺎﺕ العرافات، وأبرز وصفةصعبة جربتها، لما طبخت لزوجها حليب أتان ﺑﻘِﻄَﻊ ﺳُﻜّﺮٍ ﻟَﻌِﻘَﻬﺎ جحش ﺃﺷﻬَﺐ مخطوط الذيل .
ﺃﻏﺮﻕ ” ﺑﻮﺭﻭﻳﺴﺔ ” ﺭﺃﺳَﻪ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺟَﺮﻳﺪﺓ، ﻭَﻗَﺮﺃ ﺍﻟﺨَﺒَﺮ ﺍﻟﻼﺫِﻉَ ﺍﻟﻼﺳِﻊ :
( ﺍﻟﺼّﻴﻦ ﺗُﺮﻳﺪُ ﺷِﺮﺍﺀَ ﻛُﻞَّ ﺣَﻤﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ .. ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻟﺪّﻭﻝ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺷﺮَﻋَﺖْ ﻓﻲ ﺗَﺼﺪﻳﺮ ﺣَﻤﻴﺮﻫﺎ ﻛَﺎﻟﻨّﻴﺠﺮ ﻭﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤَﻐﺮِﺏ .. ﻭ ﺗَﺴﺘَﺨﺪِﻡُ ﺟُﻠﻮﺩَﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄِّﺐّ … )
ـــ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻠﺪﻛُﻢ ﻳﺎ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻌُﻴﻮﻥ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮﺓ ..
ﻋَقّب” ﺑﻮﺭﻭﻳﺴﺔ “، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺯﻭﺟَته جانبه ﻣُﻨﻬَﻤِﻜَﺔ ﻓﻲ ﻟَﻲّ ﺭَﻗﺒﺔ ﺳﻧﺪﻭيتش:
ـــ ﻣَﻦ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ؟
ـــ ﺍﻟﺸﻴﻨﻮﺍ 《الصينيون》
ﻭﺑِﻔﻢٍ ﻣَﻤﻠﻮﺀ ﻧﻄَﻘﺖ :
ـــ ﺁﻩٍ ﺣﺒﻴﺒﻲ، ﻛَﻢ ﻣﺮّﺓ ﺣَﻠﻤْﺖُ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼّﻴﻦ ﻵﻛﻞ ﻣَﻌﻜﺮﻭﻧَﺘﻬﺎ ﺍﻷﺷﺒَﻪ ﺑِﺨﻴﻮﻁ ﺃﺳﺘﻴﻚ .
ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘَﺒَها، مثلما انتبه الأعضاء المرافقون، إلى ان مضيفات الطائرة ﺻﻴﻨﻴّﺎﺕ، ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮّﺑﺎﺑِﻨﺔ ﺻﻴﻨِﻲّ ﺃﻳﻀﺎ، و ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋِﺪ ﻭﺍﻟﺠﺪﺍﺭﻳﺔ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺧُﻄّﺖْ ﺑﺤﺮﻭﻑٍ صينية، ولا أحد من الراكبين علل الأمر.
وضع صاحب الوجه الطويل جريدته بدرج مثبت أمامه، نظر إلى زوجته، كانت منغمسة في شخير مقرف. وقد ثنت ساقها اليمنى، فبانت قدمها الحافية، تأملها، صعق مما رآه. رأى مكان القدم حافرا، نعم حافر، تماما كحافر أتان شهباء.
والرعب يشنق ربطة عنقه الأنيقة، انتهى إلى أذنيه المستقيمتين ﺻَﻮﺕٌ ﺭﻗِﻴﻖ ﺻﺎﺩﺭ ﻣِﻦ ﻣُﻜَﺒّﺮ ﺍﻟﺼّﻮﺕ، ﺑِلغة عرﺑﻴّﺔ ﻣَﻔﺮﻭﻣَﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟَﻜﻨﺔ ﺻﻴﻨﻴﺔ :
( ﺭُﻛّﺎﺑَﻨﺎ ﺍﻷﻋِﺰّﺍﺀ ﺍﻟﻤَﺮﺟُﻮ ﻭَﺿﻊ ﺃﺣﺰِﻣﺔ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﺣﺎﻥَ ﻧُﺰﻭﻝ ﺍﻟﻄّﺎﺋﺮﺓ، ﺑِﻤَﻄﺎﺭ ﺑّﻴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻲ .. ).