لم يكن الأمر باردا جدا.. في البدء
الأديب والشاعر /
سامي البدري / العراق
هكذا تبدأ الحياة في كل مرة شعر عادة:
قبل مسافة الموت بقليل،
قليل جدا،
علينا أن ننجز متعلقاتنا البائتة،
البائتة – كخبز أحلام يابسة –
من حياتنا… السابقة،
لنقفز من لعثماتنا الكبيرة،
متخففين..
هكذا تكون رائحة الأشياء، في الطريق النازل،
أكثر نعومة على وجوهنا؛
ويكون نباح الكلاب،
الحارسة لكناسة الريح،
أخف وطأة من رسمية،
نبرة مذيع نشرة الأخبار الحكومية،
وهي تلوح لنا بحياة بلون بدلة مشرع الدستور،
البارد الأعصاب… كأن نشبك أصابعنا،
بأصابع صبية تخاف سعة الحلم،
للمرة الأخيرة،
لنجعلها أقل قلقا من سليفيا بلاث.. كأن نحرر الشابات العشرينيات،
من عري إعلانات الشوراع،
ليسرحن شعر عشاقهن للمرة الأخيرة،
وهن يمددن لسان سخريتهن لكل قوانين رأس المال…
وأيضا لجهامة كارل ماركس القاتمة.. كأن نوقف بناء التأريخ،
في آخر صفحات الذاكرة، لنبقي مساحة للأزرق،
لما قبل إغماضتنا الأخيرة : سماء، بحر، فساتين وبدلات،
لرقصة زوربا في شوارع المواكب الرسمية.. كأن نستبدل لوحات أسماء الشوارع،
بصور لآنا اخمانوفا، لتمسح بيد الشعر على رؤوسنا
… لنصل أرضنا – أرض موتنا التي لا تردنا – كحبات المطر،
آمنين.. هكذا تكون الحياة جليلة،
كالموت، بلا أعباء ما بعد الشعر
14 سبتمبر 2016