وتنتهى المحاورة
.
وتنتهى المحاورة
ويرحل الجميع للضجيجْ
للشوارع المليئة المُكدَّسة
بلُجّة المزارْ
من أجلِ بحثٍ دائبٍ..
عن لقمةٍ مهينةٍ
عن غرفة السكينة المُغَلَّقة
عن كُسوة الصغارْ
وبعضُهم يضلّ فى الطريق للحاراتِ والبارات
عندَ حافة النهارْ
يعيشُ للمغامرة
ولُعبة المقامرة
وأكلِ لَحْمِ الميتةِ الكريهِ فى مطاعمِ العفنْ
ويختفى هناك كالمواتْ
كالكفنْ
كأن فى الحكاية.. الجدالُ للجدلْ
والكلامُ للكلامْ
وكلُّ ما يكونُ من حديثِنا ..حُطامْ
فأين ذاك الفارسُ الهُمامْ …
فى معاركِ الكلامْ ؟!
وأين صوتُ المستفيضِ فى بلاغة الكلامْ ؟!
وأين ذاكَ المستبدُ بالحسامِ فوق صهوةِ الكلامْ
وأين ذاك المُدَّعِى لصحةِ الكلامْ ..
يُحوِّرُ الكلامَ للكلامْ
ويَحْرِفُ الكلامَ عن طبيعةِ الكلامْ
وأينَ… أينَ … أينَ … أينَ …
يا صديقتى …
فكله كلامْ !!
كالطيفْ
كالخيالْ
كالمنامْ
يضيعُ عند أولِ الطريقِ بين ضَجَّة الزحامْ
يموتُ بعد جلسة المسامرة
ولعبة المناظرة
وفور أن يغادرَ الجميعُ للرحيلْ
وتنتهى المحاورة
د/ محمد سيد الدمشاوى