وجدت الدمى تقاسمني الغرفة و تأخذ مكانها فوق الأسرة وفي الزوايا وعلى الكراسي ، عندما يخلو المكان أجد الرغبة تعاودني في تسلق الحائط باستعمال مائدة أو صندوق أو شيء يقربني من النافذة ” الثقب” المعلقة في الحائط، أحب أن أرى جارتنا العجوز في وضعية ليست كتلك التي أراها عليها وهي في طريقها تدب الخطى إلى الحانوت وينحني طفل يعبر الشارع بالصدفة ويقبل يدها وتسحبها برفق من تحت شفتيه بأدب ووقار؛ وأنا أتسلق الحائط لبلوغ “الثقب” أحس أن الدمى فوق الأسرة وفي الزوايا وعلى الكراسي تنظر إلي، مجرد إحساس، وتغامز مع بعضها ! ألتفت إليها لعلها تتكلم أو تفعل شيئا أو تفصح عن نواياها، كانت تتسمر في مكانها و تلتزم الصمت ؛ صرت أقول مع نفسي : من تتجرأ من هذه الدمى وتقول أنني أتسلق الحائط !! وضعت الصندوق وفتحت النافذة وجلست أنظر الى العجوز من دون تكشف عن خباياها !