زغرودة التراب
الشاعرة سعاد ميلي/المغرب
هذا الظن طويل الأمد
يلملم شكّه مع بقايا صدفة طارئة،
يبحث عني
بين ثنايا عقل أنهكه السفر.
أيا مناجي الحلم،
احذر الرماد والموت..
أخشى عليك مني
من موتي المتجدد .
ها ملطخة يداي
بالوقت.
أجابني ظلي
بعد صمت
التراب يحيا من المطر
لا خجل..
لا خطر.
فتحت جناح السكينة،
في ليل شهد ولادتي.
عانقت جهلي،
ونظرت،
القلب يصلي للأعلى.
…..
يا مناجي الحلم..
المطر كقصر
يتراءى من ضلاله
رمل خفيف كسحر.
إن زعزعت بنيانه
بهديرك..
اندلع على بقاياك
زبد ومحار.
سبحان رب القلم.
القدر مركب
ربانه خيط،
إن آمنت به
رسا على قلبك كدفء.
وإن غدرت
تجد البياض،
ويد
ضاع منها الخيط.
يا مناجي الحلم،
أو تدري؟
فقدت في جغرافيا الوطن..
كلما بحث عني
لم أجدني.
جماجم متفرقة
تقتات من المسافات
توشوش لي
كي أقتفي أثري.
الألم غسول
لوجه أرهقه الابتسام..
الألم وطن.
صاح التراب الأحمر للريح..
سأحفر جغرافيا هذا الوطن
في الأعماق.
فالمسافات الخضراء
دنسها الشحوب.
و “سيزيف”
نأى بحمله وجهة الشمس
كلما تعاظم جرحٌ على يديه،
توضأ بتراب الذاكرة المقدس،
ليزف روحه للصلاة.
هي الحياة…
تلبس بياضها كعروس
لتتأنق للموت.
وهي الروح بأبجدياتها
لنا مكان.
منذ التراب والمطر.
يرفعني الماء
ويسقطني الوحل.
ها تحولت بخارا صاعدا للحلم.