جئتُ لأستعمِرَ الأرضَ
جئتُ لأستعمِرَ الأرضَ
أرفعُ علماً على كلِّ قمّةٍ
أنحدِرُ مع الأنهار
أسكنُ الوديان
أتبسّم
أسرقُ نيسان
جئتُ لأتذوّقها نكهةً
نكهة
لأسكنَها كهفاً
كهفا
و أرقص حينَ يُصينُي
سهمُ حبّ
و أبكي حينَ يخونُني جسدي
أو يطعَننُني صديقٌ
على أرضِ المعركة
لا لستُ من سلالةِ الأنبياء
بل أولئكَ الذينَ يسهرونُ حتّى طلوعِ الفجر
بانتظارِ أن تسقطَ في حضنهم نجمة
كذلكَ لستُ من الأخيار
المُتعالينَ حتى على أنفسهم
و لا من الأشرار
الخائفينَ حتى من أنفسهم
بل أولئكَ الصابرين
بانتظارِ أن تمُرَّ في طريقهم
ومضة
فيُهلّلون
ألم نقل لكم إنَّه
خلفَ السماءِ الرماديةِ
أخرى زرقاء
و إنَّ الموتَ كذبة
يقولونها لنا نحنُ الأطفال
كي لا نلوّثَ أيدينا كثيراً بالحياة
ألم نقل لكم إنَّ الأحزانَ سِهامٌ
تصوّبُ إلى القلبِ
فقط كي تزيدنا مناعة
و إنّ الحروبَ و الفظاعة
عملٌ إنسانيٌّ بحت
و لا علاقةَ لها بغضبِ الآلهة
كما تعتقدون
ألم نقل لكم إنَّ المحبّةَ هي القانون
و إنَّ شريعةَ حمورابي
أصابتنا بمقتل
فالعينُ ليست بالعينِ فقط
و إنّما بمجزرة
جئتُ لأقول
لا لأكرِّرَ ما قيل
لأركضَ كطفلة
لأعشقَ كأنثى
ثمَّ أتركَ كلَّ شيءٍ و أمضي
كما المتصوّفون
حاملةً
قصةَ هذهِ الأرض
مكتوبةً على كفِّ يدي
أمدُّها إلى كلِّ مُتعب
قُدِّرَ له أن يخوضَ حرباً
تشبهُ حربي