سهادُ اللّيل
-1-
بينَ أزقّةِ العصور
أبحثُ عن ذاتي.
أمسحُ عنها الغُبار،
أحرِّرها من الأكفان،
سلسالَ دمٍ ونار..
تَنُّورٌ يُلهبُ المُقل.
ضجيجُ أوهامٍ
يحرقُ آخرَ أوراقي..
-2-
كوَرقةِ خريفٍ
على غُصنٍ الحياة،
تُلاطمُها رياحُ القدر.
تُمزّقها،
تنثُرها فوقَ ثرى
الأيام..
تتردّدُ أصداءُ الرُّوح.
تدمي،
تنوح..
ترمُقُ الغروبَ بِشهقةٍ
تصارعُ الحياة..
تُبكي شفقاً.
وتدفن أشجاناً
في الغسق..
-3-
مابالُ السّماء!
تتوارى خلفَ الغيوم.
أترثي حزنها بسكون؟
أم أنَّ كبرياءها
لايهون.
أقبلَ ليلُها على عَجَل.
ينثُرُ ماساتِهِ،
ليواسي كآبةَ الحَداد.
دموعٌ تتلألأ
خلفَ السُّحُب،
تجعلُ عيناي تهطل..
-4-
لم أعُدْ حَمَلاً.
لستُ كظلّي.
سحبْتُ ثوبي
مِنْ تحتِ الرّكام ،
علّقْتُ حلمي
بالأفق.
جمعْتُ أشلائي،
ومسحْتُ كلّ الملفّات..
-5-
انبعِثْ ياوطنُ
من جديد،
ولْتَنعَبْ خلفكَ الغِربان.
لنْ أرثي مجدّداً
تلكَ الأطلال..
سيَعودُ النّبض.،
وتجري أنهارُ
الفؤاد،.
لتجرفَ عوالقَ الأزمان.
وتسقي سنابلَ الرّوح،
نشوةَ أملٍ
أضاعَ حُلمَه
في المدى الغابر..