البحر ينشدُ شعرًا ( في نسخته الثانية .. انطلاقة جمال)
انطلقت الدورة الثانية من مهرجان (البحر ينشد شعراً) تحت شعار (أدب البحار وبحور الأدب)، مساء الجمعة الثامن من سبتمبر الجاري. بدار سلامة بمدينة قصيبة المديوني : المكان ينشد تاريخا وعراقة.
مهرجان (البحر ينشد شعراً) هو من نشاطات صالون الربيعي الثقافي، الذي أسس له ويترأسه المنشط عبدالحكيم ربيعي.
وفي نسخته الثانية يحظى بمشاركة واسعة من الشعراء التونسيين والعرب والأجانب.
وسيستمر ثلاثة أيام متتالية، يتغنى فيها الشعراء بما جادت به قريحتهم في ألوان الشعر المتعددة.
و شارة البدء كانت من توقيع فرقة حضرة رجال الزغواني بخنيس، وعمل (بحر التقى) عمل فني غني بملامح الإبداع، مما نال رضا واستحسان الحضور، الذي بدوره تفاعل معه بالترديد والرقص.
وتلت معزوفات فرقة حضرة رجال الزغواني الممزوجة بالجمال والتصوف والتنوع، عمل الممثل الواحد (المونودراما) للحائزة على الجائزة الأولى المسرح الجهوية بالمنستير ، الفنانة الشابة إيلاف جازة، التي ابهرت الحضور بعمل إبداعي اختلط فيه الجمال ما بين الأداء و النص والإحساس، الذي تعلق به انتباه الحضور و تساقطت على أثره الدموع، و النص التي قامت إيلاف جازة بتمثيله كان من توقيعها.
الشاعرة سليمى السرايري عرضت لوحاتها الفنية و قدمتها للحضور بشيء من الاجاز.
و جاء من بعد هذا المشهد الدرامي راقي الإحساس، دور الشعراء في أمسية جميلة قدم لها وسيرها الكاتب والأديب محمد البدوي، الذي داعب تقديمه للشعراء بفسحة أمل تعكس ثقافته و سعة مداركه في حقول الإبداع.
وأولى نجوم هذه الأمسية الشاعر منصف قلادة الباهر في الأداء و في عمق المعنى في نصوصه المنتقاة.
و جاء من بعده الشاعر (الأمريكي ويليام بيترز سبنسر.) الذي تغنى بنصوص تحمل احساسه وانطباعة باللغة الانجليزية.
وجاء دورة سليلة قرطاج صالحة جلاصي التي ألقت نصين من فيض بوحها، لا تخلو من روح المسرح الشعري أداءً و نظماً.
ثم جاء دور الشاعر الجزائري الجميل أحمد رضا ملياني وفسحة مع الشعر الجزائري الوافر في حروفه ومعناه.
و في نفس عميق لامتزاج الشعر والطرب كان الفنان سمير زميت حاضراً صحبة زهرتيه الجميلتين نورس و تيسير، وعلى أوتار العود أضفى جمالاً على جمال الحاضرين و عطراً على لون الكلمة باقتدار و تمكن وإبداع.
ليسلمنا فيما بعد إلى أحضان الشعر، و دور الشاعر القدير محمد مرزوق شوشان، الذي بدوره هز ذائقة الحضور بتمكنه من أدواته الشعرية، و نفسه الطويل .
لننتقل من بعده إلى احساس الشاعرة الالمانية (فرانتيسكا رينتشنسكي) التي اسهبت في قراءة عدد من نصوصها بلغتها الأم ليعيد قراءة ترجمة النصوص إلى العربية الشاعرفضل الشريف.
وترفع الجلسة عند هذا القدر من الجمال لتلتأم ليلاً بقاعة نزل المنستير في أمسية جميلة أثث لها الشعراء إلى ساعة متأخرة من الليل.
شكرا جزيلا للإعلامي الليبي رزق فرج رزق على التغطية الدقيقة المفصلة لفاعليات اليوم الأول لمهرجان البحر ينشد شعراً..
رائع جدا.. تسحرني هذه الجلسات الراقية في الكلمة.. في الهدف.. السامية في تراثها وادبها.. و في سحر اللقاء بين الاقطار التي تتوهج بالدفء و الهيام.. دمتم سالمين