صداقة مرة.. (قصة قصيرة)
دخلت قاعة الأفراح وسط دهشة الحضور وحمرة الخجل تكسو وجنتيها، ترتدي حذاءا ذهبيا بكعب عال ويدها ترفع طرف فستانها الوردي قليلا عن الأرض، كانت تبدو كأميرة بشعرها الفاحم المنسدل على كتفيها، وكأنه غيمة حجبت عن الكون عين الشمس.. وعيناها العسليتان المزينتان بخط كحل رفيع.. كما أن مشيتها المتأنية زادتها هبة وجمالا.. التفت الجميع إليها وبدأوا يتهامسون فيما بينهم ويتفحصونها من الأعلى إلى الأسفل، وكأنهم يحاولون حفظ هيئتها المدهشة..
جلست متوترة على كرسي في أقصى القاعة، بمحاذاة المنصة وهي تعدل فستانها، واضعة ساقا فوق أخرى..
وما هي إلا لحظات حتى ارتسمت ابتسامة جميلة على محياها وهي ترمق صديقتها “نور” تخرج من إحدى الغرف المجاورة في أوج زينتها، تتأبط زوجها وترتدي فستانها الأبيض وبيدها باقة ورد جميلة، مرفوقة بمجموعة من النساء اللواتي تعالت زغاريدهن مع أصوات الموسيقى في جو فرح بهيج..
وفي لحظات كانا العريسان يقتربان وسط فرقة الموسيقى.. فجأة تلاشت ابتسامتها واتسعت حدقتا عيناها، وهي تحملق فيهما مركزة على ملامح العريس التي أحست أنها ليست غريبة عنها..، وضعت يدها على ثغرها من هول الصدمة لما تذكرت أنه خطيبها السابق والتي حذرتها منه صديقتها نفسها آلاف المرات، وأقنعتها بالانفصال عنه..
انسحبت بهدوء وهي تجر خلفها أذيال الخيبة، وقطرات عرق باردة تنساب على جبينها كأنها أمطارا.