صوت الشّهيد
علّميني متيّمتي
كيف أسبح في شطآنك
كيف أزرع اللّائي والدّرر
كيف أجثو على ركبتيّ
ألثم أطراف فساتينك
كيف أقف على شرفتك
أعزف ألحان الجوى
يصدح من الشّريان
يروي حكاية عشقي
لليالي المطر
للأرض الحبلى بالكرم
محبوبتي وإن جار عليك الزّمان
فأنت الهوى
أنت سحر العروس المتهودجة
همت في دروبك
أرسم حروف اسمك
على طيّات السّماء
على النّخيل الباسق
على الجبال الرّاسيات
يسكنني الأمل
يُغرقني في بحور حُلمى
أصطلي بالصّبر
أتأرجح بين هديل الرّوح وترانيم الأحلام
فأصطلي بنار وجدك كأنّني
ما عرفت حبّا ولا عشقت غيرك أبدا
استودعك أسراري
تهمس أوتاري
أنّكِ المنى وفيك الرّجاء
علّميني كيف أزرع سهولك
حُبّا وسنابلا متماوجة
تثير بهجة وصفاء
أحببتك غاليتي
نسجت من أحرفي قوافي
ألقيْتها على صدرك
توشّحه
تسحر العيون وتشعّ بالهناء
رقصت الفراشات
على الرّبابة
تغازل الرّبيع وتدعوه للقاء
لبّى الرّبيع النّداء
راح ينثر أريجه هنا وهناك
تعطّرت ثناياك
احمرّت شفتاك
تغري بالقبل
تورّدت خدّاك
تعلن موعدا مع الحبّ والسّمر
يموت القهر فيك
يتولّد من رحمك الأمل
يعتصر خيْباتنا فتغدو
بلسما يُشفي العليل إذا أصابه السّقم
علّميني كيف أذوب في هواك
ليشتدّ عودي وتنبت بين أضلعي
أنياب فاتكة
لا أبالي بالرّعود ولا غضب السّماء
دربي طويل يأبى العويل
يرنو للنّجوم المتلألئة
أحبّك والحبّ شعار الأوفياء
أيا فاتنتي
قتلنني الأهداب
سحرتني الغزلان إذا
دعتني الى سباق في الفيافي العذراء
علّميني ياخضراء
كيف يموت على أرضك الشّهداء
فأنا الشّهيد
وسأحيا هنا
وفيّا لراية الشّرفاء.