ترانيم جرح في منفاه
وفي كل مرة
أرفع شارة الحياة
أتسكع تحت أضواء مصابيحها
وألقي عليها السلام
أعانق الأنهار
وأنسج من شظايا روحي
مركبا للحب وآخر للسلام
فيطردني الحزن إلى حزن أخر
يلتهمني الصمت على مهل
وتلسعني نسمات الوجع
يفر الوقت مني
تاركا خلفه حزنا وفيا
تسبقني الطيور وتسبقني الحياة
هناك على المرآة امرأة لا تشبهني
وعلى الجدار البارد
طفلة كنتها يوما
كم كان وجهي خفيفا
لم يكن يحمل أوجاع مدينة
غارقة في متاهاتها
وما كان هذا الضجيج بعيني
يسرق النوم ويذر فوق الجرح الغائر
ملحا أسود !!
ما كنت أبحث عن سماء أخرى
ولا عن شمس لامعة تقبلني
كأفواه الحقول وقت الغروب !
يا ترى. من سرق الشروق
من ذاك الوجه البريئ ؟
من صنع الخراب بين أضلعي
من زلزل كيان النبض الأخير ؟
غامقة دموعي
كأنها كحلي الأسود
تنكسر على خدي الشاحب
كصوت المطر !
توجعني
ومن شجرة الحياة
تسقطني على مهل
مع أوراق الخريف..
سأذهب دون ان ألوح بالوداع
سأحزم حقائبي المثقلة بالأحلام!
حروفي المخبأة في حضن
قصيدتي !!
سأحزم دموعي
وحياتي الجريحة
سأحزم أمتعتي
وأرحل من هنا كالطير الوحيد !