الدورة 24 من مهرجان المزونة الدولي للأغنية الريفية والشعر الشعبي
وسط صعوبات مادية واتصالية جمة أصر المشهد الثقافي بالمزونة من ولاية سيدي بوزيد أن يواصل مسيرة حلم شعري وفني يزخر بالحنين لروح البداوة ومقومات ملامحها التراثية ولا نجازف إن قلنا هوية ثقافية شعبية تصارع من أجل نحت تميزها وعراقتها تلك هي الأصوات التراثية الزجلية وماتعانقه من شتى صروف وجدان البدوي وما يختمر في أعماقه من منظومة قيمية وجمالية تتجسد صورا شعرية شعبية تدخل إلى الوجدان دون استئذان لذلك كان رهان هذه الدورة ال24من عمر المهرجان ذات طابع إنساني يحلق خارج حدود المنطقة الجغرافية ليصافح قضايا الناس وهمومها فاختار القضية الفلسطينية وجازف بالانتصار لها ولو على سبيل المناجاة والتراكم و الشعور بالمسؤولية.
ضاربا موعدا مع العربي حيثما كان فنيا وشعريا ولأن الشعر ديوان العرب فقد كانت هذه الدورة على عثراتها وسط ما يعيشه الوطن عموما من تداعيات وصعوبات يقصر المجال عن إيرادها فقد كانت هذه الدورة تحديا بروح البدوي الكريم الذي يخجل أن تثني الهزائم من عزمه انطلق المهرجان بحضور من آمن من الشعراء و المثقفين بضرورة تواصل الحلم واستطاع أن ينحت مشهدا احتفائيا شد
جمهورا محترما إلى فضاء المنتزه العائلي بالمزونة وقد شمل عرضا فسيفسائيا راوح بين الفرجة والغناء البدوي والشعر الشعبي الحماسي لفارس المزونة الشاعر المولدي هضب أما السمر بفضاء قاعة سفيان فقد شهد السهرة الدولية الأولى للشعر الشعبي من تأثيث سفراء الشعر من ليبيا والجزائر والسعودية و تونس الخضراء.
أما المراوحات الغنائية التراثية فقد كانت بقيادة دكتور الموسيقى عزيز سمحون والأستاذ سامي الكامل من المزونة وأصوات ريفية أحمد السكر ونجم قرطاج منجي المصوري ومن مدنين بلقاسم عبهول وأما تنشيط السهرة فقد كان من تأثيث الشاعرة خيرة خلف الله اليوم الثاني :صباحا استطاع المهرجان للدورة الثانية على التوالي خلق مساحة تثقيفية منفتحة على الفكر والشعر الفصيح وبعد ندوة الذاكرة الشفوية بين الفنية والأدبية الموسم الفارط كانت هذه الدورة الثقافة الشعرية رافدا من روافد التنمية برئاسة الدكتور بوجمعة المشي وقد تطرقت الدكتورة جازية البرقوقي للقيم الثقافية في الشعر الشعبي من خلال نماذج لشعر محمد الغزال الكثيري والمولدي هضب ولزهر بالوافي ثم تطرق الباحث صالح الفالحي إلى التراث اللامادي وإسهاماته في بلورة مشهد تنموي ثقافي.
هذا وتخلل الندوة قراءات شعرية فصيحة الشاعرة خيرة خلف الله نص القدس والشاعر حسين الكثيري الذي عرى في نصه واقع العربي المهزوم أما الفترة المسائية فقد عاد جمهور المنتزه لمتابعة أمسية في الشعر الشعبي لكوكبة من الشعراء الفرسان المتميزين تنشيط الشاعر الشعبي الطيب الهمامي الذي أبدع كعادته وراوح بين التنشيط والشعر وقد رافقته المنشطة والشاعرة حمامة الأمسية أحلام المنصوري هذا و تتواصل فعاليات المهرجان كذلك يوم الأحد حيث ستحفل دار الشباب بأنشطة سينمائية وتنشيطية موجهة للطفل أما الاختتام فسيكون بعرض كبير فني و شعر الشعبي لألمع الأصوات من المزونة نتمنى حظا أوفر لأسرة المهرجان وعلى رأسها الشاعر محمد الغزال الكثيري و من شاركه التحدي الباحث صالح الفالحي و المسرحي توفيق سبيكة وبقية جنود الخفاء.