الدهشة في خريف هون
كتابة وتصوير : حنين صالح عباس / هون
من النادر جداً في المهرجانات التراثية المتتالية النسخ في أعوام تتوالى .. من النادر أن تكون بها تغييرات كثيرة لتعلقها بالتراث اللا متغير .. لكن في (هون) هذه المدينة المتأصلة بتراثها الجميلة بثقافتها نجد ذاك المزج المدهش، بين التراث و الحداثة .. كيف لا و هي في مهرجانها الخريفي في نسخته الثانية و العشرين استطاعت أن ترسم صورة متكاملة من المعارض التراثية و المنحوتات اليدوية و المقتنيات النادرة و الصور المعنونة بتواريخ من حقبة الاحتلال الإيطالي حيث نجد أشخاص يجمعون المقتنيات القديمة و الصور النادرة، التي تصل إلى ما قبل حقبة الاحتلال الإيطالي؛ مثل السيد أبوبكر حمود؛ الذي قاده البحث عن الصور إلى أولاد و أحفاد الجنود الإيطاليين ليكون مكتبته من الصور ذات العمق التاريخي النادر لبداية الاحتلال كذلك كان الموروث الثقافي الدسم في هذه المدينة العريقة حصته المعتادة و المتجددة خلال افتتاحية المهرجان و اليوم الثالث منه .
حيث نجد في تجسيد الحياة اليومية في هون القديمة مفردة مهمة في هذا المهرجان لنرى أننا نعيش الحاضر بنكهة الماضي؛ و للثقافة و مثقفي هون و ضيوفها حصة كبيرة .. حيث ابتدأت المفردات الثقافية هذا العام بتكريم للأديب الراحل صالح عباس في أصبوحة بهية نظمتها جمعية ذاكرة المدينة بهون ستكون لكم أعزائي القراء مقالة أخرى لتفاصيلها و لكن ما يثير دهشتي في خريف هون المعروف بربيع الصحراء ما ينجزه ملتقى الشباب في نسخته الثانية الذي أثبت وجوده من ضمن فعاليات المهرجان ..
نجد القائمين و القائمات على هذا الملتقى شباب من كلا الجنسين أعمارهم ما بين أربعة عشرة و الثامن و العشرون و قد أنجزوا ملتقاهم بشكل تجعلنا نرفع لهم القبعة إجلالا لهم .. حيث استطاعوا جمع شباب من مختلف الفئات و الأعمار و التوجهات ليحكي كل منهم عن تجربته الحياتية و سبب نجاحه فيما يعمله .. الجدير بالذكر أن في هذا الملتقى نجد أن القائمين عليه قد قاموا بافتتاح معرض للصور و المنحوتات و المصنوعات اليدوية للشباب المشاركين على هامش الملتقى لرسم الصورة المتكاملة له .. أيضا من ضمن مفردات الدهشة في خريف هون كانت عروض الفروسية حاضرة و بقوة للعام الثالث و بتزايد عدد المشاركين و المشاهدين لهذه الرياضة السامية كانت المشاركات تعدت الألف فارس في صورة بهية اجتمعوا في أحضان هون.
هون إحتضنت في مهرجانها هذا العام العديد من المثقفين و الأدباء و السياح من عدة مدن و كانت عند وعدها لهم بحفاوة الاستقبال و الضيافة طيلة أيام المهرجان الثلاث و التي كانت بالمفترض أن تكون أربعة لولا الهجوم على مدينة الفقهاء القريبة من هون فما كان من شهامة أهل هون إلا أن يوقفوا المهرجان حدادا على ارواحهم .. فشكرا لك يا من تقبعين في قلب ليبيا و تسكنين في قلوبنا جميعا