صمت البوح
انقشع الغمام
أطلّت تباشير فجر متعثّر
في خيوط العنكبوت
مستتر
تتعانق الأحلام والرؤى
تستمدّ من الأنوار الزاهرة
همساتها
من الفراشات حريّتها
كلّ الكلمات تتراقص
متعانقة
تهمس نغمات عذبة
ترنو شمسا ساحرة
وأنا هنا
بين أمل ورهبة
أرنو حُلما
أنظر إلى ذلك الصّامت
صمت القبور
يدكّ أحلامي دكّا
يؤجّج نيران الصّبابة
اقترب منه هامسة
هلاّ نطقت بكلمة تعيد
إليّ بسمة المشتاق
تهزّ أوتاري مرتعشة
تلقي بي بين أحضان الحياه
هلاّ جُننت وتعالت صرخاتك
ألف بك
صمت البوح
كساه الحياء….
أربكته أسئلتي المتساقطة
يأخذ الربّ بالأزهار الذّابلة
رأفة
يمدّ يده
يرفعها إلى هناك
ملتقى الأحبّة برزخ
يعبق منك العنبر شذى
عطرا
نور المحبّة يشعّ منتصرا
أجدني أرتّل للعشق ترتيلا
حسنا
يضمّ الهوى تحت جناحيْه
قناديل المدينة
تضيء بسخاء من هوَى وسمَا
ارتفع عن الزلاّت وتجلّد
بالصّبر رداء
يشير الإلاه ببنانه
حيث الشرّ منتشرا
حيث الأخ يذبح أخاه
من الوريد الى الوريد
لأجل حفنة من القذارة
لا تنفع المؤمنين ذات يوم
أغرّ
حيث الحبيب يلقي بحبيبه
في سعير ملتهب
يؤجّج النّيران حلم مبتور
خيوط العنكبوت تبسط
شباهكا
تعبث بذكرياتنا
تبعثر أحلامنا
ورق يحطّ على الشّجر
آخر على الوتر
يرنو البلبل وأليفته
عشّ دافئ يفتح الحُضن
ينتظر
زهرة الأقحوان تنبت
بين الصّخر
النّهار يدرك الظّلام
ينفخ الإلاه من روحه تُنار
البيوت
ينبثق منها همس القوافي
أجدني أتجرّد من أنيني
أهجريني يا ضنوني
تتعطّر أيّامي بالياسمين
أسدل خصلات الشّعر
يدثّر غربتي
أسكن إليه
يسكن إليّ
تمتزج الأنفاس
نبني صرخا من الهوى
أمزّق أشعاري السوّداء
أعلّق صورا لنا على جدران
الزّمان