حكمة الموت
أخافُ احتراقَ
مهلتِكَ الصّدئة ،
تمعّنْ في حذركَ
و أنتَ تعيدُ للحيرةِ
فسحةَ غموضِها .
توغّلْ أكثرَ
في صَمتِك الحَزين ،
قدّمْ وداعَكَ الأخيرَ
قربانًا
إلى العدم …
مُنتهاكَ
عبثٌ أزليٌّ
في سرابِ الأبد .
أخافُ ذُبولَك
و أنتَ تُزهرُ أسىً
في أعينِ الجُنون،
و أنتَ تكتبُ
بدمعِكَ
حكمةَ الموتِ
على خدّيّ الوجود .
أخافُ انتهاءَكَ
لا مُدرِكًا
لونَ الطريق ،
مغطّىً بغَرابة
دمٍ بريء …
صوتُ القصيدةِ
شاخَ
في وجهِ ليلٍ مَقيت .
الآنَ
عدْتَ لنومِك
جرحًا غائرًا
في جبينِ القَدر ،
تَنهيدةَ عبارةٍ
في هَواءِ الشّجن .
كَم كنتَ جميلًا
و أنتَ تكبرُ
في حلمِ الأبَد ،
و أنتَ تبتكرُ
عُبورَكَ للعدم .
يحيى موطوال في 23/11/2019