من فترة قصيرة أطلعتنا دراسة صينية عن أنّ مخاطر نموّ سرطان القولون والمستقيم تتضاءل بنسبة 79 % لدى البشر الذين يستهلكون بكثرة البصل، مقارنة مع البشر الذين لا ينكّهون طعامهم بالبصل.
في دراسة أخرى صادرة هذه المرّة عن شراكة ما بين باحثين من جامعة Buffalo في الولايات المتحدة الأميركية وباحثين من جزيرة بورتوريكو، أشيد بمنافع استهلاك البصل والثوم، تلك الخضار المُضادّة للسرطان والتي تقي من سرطان الثدي على وجه الخصوص.
لاحظ الباحثون الأميركيون والبورتوريكيون أنّ نساء شعب بورتوريكو تستهلكن بكثرة الصلصة الوطنية « Sofrito » التي تعتبر الركيزة الأساسية في المطبخ البورتوريكي وتتكوّن مقاديرها من هريسة الثوم والبصل النيّئان والشطّة الحارة والفلفل الحلو. إنّ دمج الثوم بالبصل معاً يُساهم في خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وفق ما أفاد Dr. Gauri Desai الكاتب الرئيسي لتلك الدراسة المنشورة منتصف آب/أغسطس 2019 في مجلّة Nutrition and Cancer.
تشهد جزيرة بورتوريكو معدّلا منخفضا من سرطان الثدي بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية. لهذه الأسباب، حاول الباحثون إيجاد تفسير منطقي لهذه الظاهرة الصحيّة الإيجابية. سرعان ما انصبّ اهتمامهم في الأبحاث على خضار الثوميّات) البصل والثوم (التي بدونها، يفتقد المطبخ البورتوريكي لركيزة من ركائزه المُنكّهة-الأساسية.
كان من البديهي أن يدرس الباحثون منافع الثوم والبصل نظرا لغناهما بالمركّبات العضوية الكبريتية والفلافونويد، تلك المغذّيات النباتية التي ذاع صيتها الحسن كمضادات للسرطان سواء في التجارب على الحيوانات أو في التجارب على الإنسان. فبعد أن تابع الباحثون الأميركيون من جامعة Buffalo، بمؤازرة باحثين من جزيرة بورتوريكو، 660 امرأة، وجدوا أن النساء اللواتي تناولن توابل الثوم والبصل أكثر من مرّة واحدة في اليوم انخفض خطر اصابتهنّ بسرطان الثدي بنسبة 67 % بالمقارنة مع أولئك اللواتي امتنعن كلّيا عن استهلاك الثوم والبصل.