قالت لي النايات
يقول الشبليُّ :” الإثباتُ إسقاطُ الياءتِ”*
المدّعي يقول : لي والمحبّ يقول : لك
لي شاهداي ؛
الوجدُ والغرباتُ
ماذا سَتُخبِرُ عَنِّيَ الطُرَقَاتُ
قالت ليَ الناياتُ :
حُزنُك غامضٌ
ولغيره لا تثقبُ الناياتُ
ما لاح للجمراتِ
ظِلُّ أصابعي
إلّا ومَسَّتْ قلبها الجمراتُ
*****
أسرجتُ في ليل المسافةِ خطوتي
ولكم تضيء دروبنا الخطواتُ
ووثقتُ بالحدس القديم فقادني
إنّ الحدوسَ – كما خبرتُ – ثقاتُ
أيقنتُ حين غرقتُ فيكَ وَزِدتنِي؛
أنّ الهوى
أن لا تكونَ نَجَاةُ
*****
مُذ قلت لي:
في الحُبِّ مُتَّهَمًا يُرَى
من لم تغادر ْ كَفّهُ الياءاتُ
لَكَ فيكَ منكَ
إِلَيكَ عندكَ علّقتْ
كُلّي بساحةِ حُبّكَ الكافاتُ
لا حُبّ إن أعلى الظَّلامُ جداره
في القلب
إنّ الحُبَّ إشراقاتُ
أزل السدودَ عن القلوبِ
ولا تخفْ
فقلوبُنا بالحُبُّ محميّاتُ
من كان يخفي في الظلام حروفه
فحروفُنا في الضوء مرئياتُ
*****
إنّي أحبُّكَ
كم أحبُّكَ ليس لي
حتّى أقيس الحُبَّ عدّاداتُ
لا أذكرُ الأقلام
أذكر كحلها
ما أبصرت إلّا به الورقاتُ
قالت ليَ الكلمات:
رُبّ بلاغةٍ
في الصمتِ
قد دانت لها الكلماتُ
يومٌ من الوصلِ البَهِيِّ حديقةٌ
لكنَّ أيّامَ النَّوَى قَفِراتُ
لا بأسَ إن أخفقتَ مرّاتٍ فقد
تهدي لك الأفكارَ إخفاقاتُ
كم مرّة في لمحةٍ نال المنى
من أتعبته بصدِّها السنواتُ
*****
أنا خارجٌ مني
أحذّرُ ( ممكنًا)
كي لا تمرَّ بدربه الخيباتُ
وأعيد فتح نوافذٍ
قد أغلقتْ
لتَحُطّ فوق
شفاهنا البسماتُ
وأقول للأشعار:
كوني خيمةً
فلكم تمرّ بأرضنا الهجراتُ
آمنت بالأشعار نخلةَ مريمٍ
جذعٌ يُهزُّ فتسقطُ التمرات
في القلبِ حُبٌّ
لستُ أحرسُهُ فكم
تُغري به – كي يُنْهبَ – النبضاتُ
الحُبُّ مثلُ الماء
ظالمةٌ إذا
حبسته عن أفواهنا الغيماتُ
يا أيُّها الآتي
لتقرأني غدا
شعري وأنت
الذَّاتُ والْمِرآةُ
لك أن تصافحني
تحاورني فلي
في الشعر
من بعد المماتِ حياةُ
في ركن قافيةٍ
سنعلن فوزنا
والخاسرون
رصاصةٌ وطُغاةُ
————————
*اللمع للسراج الطوسي وهذه الكلمة هي التي أوحت بهذا النص.
** شارك الشاعر هذا النصّ في مهرجان بيت الشعر العربي في القيروان