الرئيسية / ثقافة / قصيدة بئر الصمت للشاعرة الزهراء صعيدي

قصيدة بئر الصمت للشاعرة الزهراء صعيدي

الشاعرة الزهراء صعيدي/ سوريا

بئرُ الصّمت

دعوني على كفِّ الأثيرِ مُسهَّدَةْ
فبئري عميقُ الصّمتِ ممَّا تكبّدَهْ

تردّدَ موجٌ من صداهُ بأضلُعي
يُحرِّقُ نبضًا لو يبوحُ لأخمَدَهْ

كأنّي أمامَ الأمسِ أرثي انتكاسَتي
و أهذي بقولٍ لستُ أدرِكُ مَقصَدَهْ

قميصيَ مزْقٌ منذُ ألفِ هزيمةٍ
سَقتْ وردَ حُبّي حمضَ يأسٍ لتُلهِدَهْ

و قلبي على أعتابِ حلمٍ نذَرْتُهُ
فعاثَتْ بهِ الأنواءُ لمَّا تَنَهَّدَهْ

أراني كوجهِ اللّيلِ ضيّعَ بَدرَهُ
و صارَتْ به النّجماتُ حَيرى مُشرَّدَةْ

ينامُ ضميرُ الدّهرِ إنْ عصفَ المدى
بنا و استحلّ الموتُ فينا توسُّدَهْ

كأنَّ سماءَ الحبِّ عنَّا كفيفةٌ
فتنأى بغيثٍ لو أتانا لأبعَدَهْ

حزينٌ غناءُ البحرِ يحملُ موجُهُ
دموعَ حروفٍ في المنافي مُوسَّدَةْ

فهل لو أُحيلَ الشّعرُ صبرًا يُعيدُ لي
فؤادي و لو كانَتْ قوافيَّ مُقعَدَة

و هل نستعيدُ الفجرَ إنْ كانَ عزمُنا
أسيرَ معانٍ في المجازِ مُلبَّدَةْ

و شمسُ الأماني قد توارَتْ لعَجزِنا
و عمَّ ظلامٌ في مدانا فأرقَدَهْ

و لم يكفِ دمعي كي يؤسِّسَ كونَهُ
فأجرى دمائي للدُّروبِ مُعبِّدَةْ

ألا لا تسَلْني عن يقيني إذا قضى
فكم نكسةٍ أحنَتْ زماني فأفقِدَهْ
18/1/2020

عن محررة

شاهد أيضاً

 الأملُ ما بعدَ الألمِ 

 الأملُ ما بعدَ الألمِ   بقلم ⌉ حنين أمارة*       صفحاتٌ يطويها الزّمانُ من حياتنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *