قِبلةُ الرُّوحِ
ضمِّدْ جراحَكَ وانفُضْ لعنةَ الطِّينِ
من نكسةِ الذُّلِّ حتَّى مِحنةِ الحِينِ
كم أهرقَ القيدُ حلْمًا كنتَ ترسمُهُ
على مدارِ الرُّؤى في سورةِ التّينِ
تمدّدَ الوهمُ فاشْتدَّ الظَّلامُ بهِ
وأشرسُ الوهمِ ما يأتيكَ باللِّينِ
وتحسَبُ الدَّهرَ لن يُنبيكَ عن أحَدٍ
تجاوزَ اللَّيلَ من أيَّامِ حطّينِ
في لحظةَ اليأسِ ينسابُ الضِّيا أملًا
يشاكلُ الفجرَ في أحلامِ نسرينِ
قد أنجبَ القدسُ للتَّاريخِ معتصمًا
وخالدًا وصلاحًا طفرةَ الجِينِ
مازالَ منتفضًا حتّى يحرّرَها
ويسطعَ الحقُّ من عَينَيْ فِلِسطينِ
وصرخةُ الحرِّ في الأعداءِ عاصفةٌ
رياحُها لهَبٌ من جوفِ تنّينِ
تزلزِلُ القُوَّةَ العُظمى قيامَتُهم
ولا تردُّ الرَّدى أسوارُ تحصينِ
قد آمنُوا أنّ بعدَ الصَّبرِ مكرمَةً
والنّصرُ منبثقٌ من طُورِ سينينِ
في قِبلَةِ الرُّوحِ صبَّ الكونُ مهجتَهُ
لتحرُسَ القدسَ آيَ المجدِ والدِّينِ
وتغزل الشمسَ من أحداقِ سوسنِها
جدائلُ النُّورِ وشَّتْها بتلوينِ
نبوءةُ الغيمِ للأقداسِ أنَّ لها
عهدًا يعيدُ لها أزهارَ تشرينِ
وأنَّ ناصرَها مازالَ معتكفًا
ليأذنَ اللَّهُ ميعادًا بتمكينِ
أرضَ السَّلامِ بِكِ الآمالُ نعقِدُها
ندعو فيَتبَعُنا الأقصى بتأمينِ
يا غايةَ القلبِ ما للقلبِ أمنيةً
إلّاكِ يا زهرةً في طَورِ تكوينِ
كم تاقَ للشَّهدِ من خدّيكِ يرشُفُهُ
للشّعرِ ينهلُهُ من حُورِكِ العِينِ
هل حجَّةُ العامِ في محرابِ مسجدِها
أو يُركَنُ الحلمُ في أدراجِ تدوينِ؟
18/5/2021