الأشقر : مهرجان الفيلم العربي القصير قريباً.. نبضٌ عربي سينمائي جديد!
هالة نهرا
المصدر : الميادين نت
“مهرجان الفيلم العربي القصير” من تنظيم “نادي لكل الناس”، في دورته الخامسة عشرة، يضرب سلسلة مواعيد جديدة مع الجمهور اللبناني من 6 إلى 10 كانون الأول 2021، في المركز الثقافي الفرنسي (طريق الشام/ بيروت).
يعود المهرجان بعد غياب سنتين ونصف السنة بسبب الظروف والأحداث الكبيرة التي وقعت في لبنان. “من انتفاضة 17 تشرين 2019، إلى تأثير جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت 4 آب 2020، مروراً بالأزمات الاقتصادية وتوقُّف الإنتاج السينمائي”، كما يوضح نجا الأشقر مدير “نادي لكل الناس” في محادثةٍ مع الميادين الثقافية. خصّ الأشقر الميادين بإطْلاعها ببرنامج المهرجان ومواعيده ووقائعه ومناخاته مسبقاً، وبمشاريع “نادي لكل الناس” للعام 2022.
أكّد الأشقر أنّ القرار بإطلاق فعاليات ونشاطات المهرجان اتُّخذ في حزيران 2021. بعد ستة أشهر من التعب والتحضير يتمنى أن يكون المهرجان محطّة هامّة لبيروت لتستقبل المخرجين العرب ونتاجات الشباب من لبنان والدول العربية. ثمّة سعيٌ حثيثٌ للجمع بين الطلاب والشباب وبين جيلٍ آخَر بغية دمج الجيلَين. دائماً ما تكون هناك معارض، وندوات، وفرَق موسيقية وفنية.
لكن هذا العام بسبب قلّة الإمكانات المادية ستكون هناك ورَش عملٍ مع موريال أبو الروس حول صناعة الأفلام القصيرة وحول بيروت تحديداً ودور المرأة، “علماً بأنّ موريال متخصّصة في هذا المجال وهي مديرة تصوير وقد صوّرت غالبية أفلام هادي زكّاك الوثائقية”، كما يخبرنا نجا الأشقر معلناً إضافةً إلى ذلك عن توقيعٍ موسيقيّ لتوفيق فرّوخ، وأفلامٍ قصيرة متعدّدة: فيلم لجان شمعون وتحية خاصة لبرهان علوية في ذكرى وفاته. أمّا الختام، فسيكون مع فيلم “تسعون” عن حياة المفكّر والأديب اللبناني ميخائيل نعيمة من إخراج مارون بغدادي.
أعلمَ نجا الأشقر الميادين الثقافية بأنّ فيلم جان شمعون كان “ضائعاً” وقد عثروا عليه منذ سنتين ونصف السنة وهو فيلم تخرُّج جان منذ دراسته في فرنسا في الجامعة في باريس، وقد أخرجه جان عام 1972 وعلى الأرجح لم يشاهده أحدٌ في لبنان، ما يشكّل حدثاً حقيقياً هذا العام. أما في ما يتعلّق ببرهان علوية، فستكون له تحية صغيرة، وفي العام 2022 سوف يخصّص “نادي لكل الناس” أسبوعاً لبرهان علوية.. علماً بأنّ هذا الفيلم قد ظُلم كثيراً وهو بعنوان “رسالة من زمن الحرب” وهي رسالة من بيروت في إبّان الحرب ولم يُشاهَد الفيلم لأسبابٍ عدّة. بعد سنتين من انتفاضة 17 تشرين قال برهان لنجا الأشقر: “بإمكاننا عرضه فقد حان وقته”.
“للصُّدَف وبرهان ليس موجوداً معنا، سنعرض الفيلم، علماً بأنّ برهان كان يتابع كل شيء حول الفيلم وقد تمّت رَقْمَنَتُه في فرنسا ويتم تصويب وتسديد الصوت والصورة والألوان، وتُرجم للإنكليزية والفرنسية وسيُعرَض على الأرجح في عواصم عربية عدة”، كما يخبرنا نجا. “فيلم الختام “تسعون” لميخائيل نعيمة كان مختفياً، علماً بأننا أطلقنا أفلام مارون بغدادي عام 2013 وكنا نبحث عن هذا الفيلم. وجدناه في معهدٍ أرشيفيّ فرنسي كان مقفلاً وتم الاتصال بنا منذ العام 2017 من أجل الاستحصال على كاتالوغ مارون بغدادي”، على حدّ تعبير مدير “نادي لكل الناس”.
عن فيلم “تسعون” يقول نجا إنّ مارون بغدادي أخرجه عام 1981. سيُطلَق في عرض جماهيري للمرة الأولى في المهرجان، علماً بأنه عُرض في المركز الثقافي الفرنسي عرضاً واحداً عام 1981 وبعد حوالي 40 سنة سيُعرض في المكان نفسه وسيشكّل مفاجأة. ميخائيل نعيمة كان عمره 90 سنة وبكامل وعيه وروعته وتحدّث في الفيلم بصورةٍ جميلة جداً عن جبران خليل جبران. أكّد نجا الأشقر أنّ “تسعون” فيلم وثائقي.
تتخلّلُ المهرجان مسابقة في مدى ثلاثة أيام (7-8- 9 كانون الأول 2021) مع كاتالوغ لبناني- عربي وسيعرض المهرجان 35 فيلماً قصيراً (تقريباً). من البلدان العربية ذكر الأشقر تونس والمغرب ومصر وفلسطين وسوريا والعراق، وكلّها تجارب جديدة للشباب، وهناك جائزة خاصة للطلاب اللبنانيين في معاهد السينما في لبنان وهناك مسابقة أخرى لأفلام لبنانية وعربية. الجوائز تتضمن Coffret خاصاً يحتوي على هدايا رمزية وكُتُب من “دار الفارابي” و”دار الساقي” و”دار الآداب” و”دار الفرات”، وأرشيف النادي السينمائي بما يضمّ من أفلام وألبومات. وهناك مسابقة يشارك فيها الجمهور لإختيار جائزة، وهناك جوائز تمنحها لجنة التحكيم.
أمّا عن الموسيقى التصويرية، فقال لنا نجا إنّ توفيق فرّوخ ألّف موسيقى أفلام لمخرجين من لبنان والعالم العربي، أبرزهم محمّد ملص، وغسان سلهب، وجان كلود قدسي، وميشال كمون، وديما الجندي، وخليل زعرور. وسيكون ذلك النتاج متوافراً للجمهور اللبناني بتوقيع توفيق فرّوخ في الختام مساء الجمعة (ألبومان موسيقيان). وهناك ندوة سيشرح فيها فرّوخ عن الموسيقى التصويرية مع تفاعلٍ مباشر يتمثّل في أسئلة الجمهور، وسيعزف إحدى المقطوعات الموسيقية في أداءٍ حيّ.
ثريا بغدادي وتوفيق فرّوخ هما في لجنة التحكيم التي تقيّم أفلام الطلاب. أعضاء اللجنة هم حسن نعماني (مدير تصوير ورئيس اللجنة) وبهيج حجيج (مخرج) وتوفيق فرّوخ (مؤلّف موسيقي) وثريا بغدادي (ممثلة) وباميلا غنيمة (مونتاج).
يكشف نجا الأشقر للميادين الثقافية أنّ أفلام الطلاّب تعبّر عن واقعنا وهنا تكمن المفاجأة. كذلك، هناك فيلم عن إنتفاضة 17 تشرين ودور المرأة في الحراك. وهناك مقاربة أيضاً بالمعنى الصوفيّ كما يوضح الأشقر؛ “المرأة التي تكون أحياناً مستكينة فيما تنتفض أحياناً أخرى، المرأة التي كانت في المقدّمة والتي كانت تدافع عن الشباب، وشعارات المرأة. وردّاً على سؤالنا حول البعد السياسي للفيلم عن الإنتفاضة قال الأشقر إنه لا يُوجد بُعدٌ سياسيّ بالمعنى المباشر بل يعكس الفيلم شعارات شعبية مرفوعة وصورة لبنان الذي انتفض واستطاع فيليب عرقتنجي تصويره في لحظاتٍ هامّة ويحوي توثيقاً للأحداث التي وقعت”. يُعرَض للمرة الأولى في بيروت وقد عُرض عرضاً واحداً في باريس.
هناك منافسة بين أفلام الطلاب ومواضيع الأفلام اللبنانية والعربية زاخرة بالجرأة، عن مصر وتونس على سبيل المثال. ثمة نبضٌ عربي جديد في الميدان السينمائي ويعبّر من خلال الصورة والصوت والموسيقى عن الهواجس في واقعنا. ما يحدث في العالم العربي يتم توثيقه من خلال هذه الأفلام.
في المقابل، هناك فيلم قصير جريء يُعرَض للمرة الأولى في لبنان للمخرجة باميلا نصّور بعنوان “إلى حيث”، عُرض في البرازيل وأستراليا وبلدان أوروبية، يتمحور حول جسد المرأة، علماً بأنّ القصيدة لفوزي يمّين، وسيكون فوزي موجوداً في المهرجان مع مدير التصوير وباميلا.
“سنستثمر كل الوقت الذي سيمنحنا إيّاه المركز الثقافي الفرنسي من الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر حتى العاشرة والنصف، من 6 إلى 10 كانون الأوّل 2021″. أما عن أثمان البطاقات، فيقول نجا إنها رمزية للطلاب (حوالي 20 ألف ليرة لبنانية). مَن لا يمكنه الدفع بإمكانه أن يدخل فالدعوة عامة وأهلاً بالجميع لكن عدد المقاعد 140، وبسبب إجراءات كورونا الوقائية الاحترازية فإنّ العدد لن يتجاوز 50 بالمئة من مقاعد وَسعة القاعة”. من بين المدعوين سيكون المخرج غسان سلهب حاضراً وجان كلود قدسي وميشال كمّون، وعائلة ميخائيل نعيمة سوف تكون موجودة معنا، ولأنّ القاعة قد لا تتّسع لجميع الناس فسوف يكون هناك عرضٌ ثانٍ لفيلم “تسعون” في “متحف سرسق” الثلاثاء في 14 كانون الأول 2021، وسيُعرَض في صالة “إشبيلية” للسينما في صيدا (…)”.
البرنامج مبدئياً كما يعلن نجا الأشقر للميادين الثقافية بالتفاصيل مع مواعيد عرض الأفلام: سيبدأ المهرجان يوم الإثنين 6 كانون الأول عند الساعة السابعة مع دخول الجمهور وحضور لجنة التحكيم. عند السابعة والنصف سيُعرَض فيلم “Alors” لجان شمعون ومدته حوالي 20 دقيقة. ثمّ تحية خاصة رمزية لبرهان علوية حول فيلمه “رسالة من زمن الحرب”. المسابقة ستكون أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس حيث ستُعرض أفلام الطلاّب من لبنان والعالم العربي.
ستتخلّل ذلك -الثلاثاء والأربعاء من الخامسة والنصف حتى السابعة- ورشة عمل مع موريال أبو الروس حول صناعة الفيلم القصير وحول بيروت ودور المرأة وهناك شيء حول 4 آب (مار مخايل والأشرفية…). وهناك عرض لفيلم قصير أيضاً لفيليب عرقتنجي (إنتفاضة 17 تشرين) يوم الثلاثاء من الساعة السادسة و45 دقيقة حتى السابعة والنصف. الخميس 9 كانون الأول هناك عرض فيلم قصير لباميلا نصور “إلى حيث” من السادسة و45 دقيقة حتى السابعة و15 دقيقة. الجمعة عند الساعة السادسة موعد توقيع ألبومين لتوفيق فرّوخ من إنتاج “نادي لكل الناس”، وفي الوقت عينه سيوقّع هادي زكّاك كتابه حول صالات السينما في طرابلس من السادسة حتى السابعة و15 دقيقة. عند الساعة السابعة والنصف ستُعلَن نتائج الفائزين وهناك تكريم خاص لمدير التصوير ورئيس لجنة التحكيم حسن نعماني. والختام مع “تسعون” من تصوير حسن نعماني.
نجا الأشقر يعمل مديراً لـ”نادي لكل الناس” متابعاً البرمجة، مُشرفاً على عمل النادي الأسبوعي، إلى جانب فريق عمل يعتز به، كما يقول. هناك مشاريع مستقبلية للنادي للعام 2022 وسيشكّل أرشيف النادي مساحةً للطلاب والباحثين والإعلاميين للإفادة منه، وهو أرشيف سينمائي وورقي وموسيقي ويشتمل أيضاً على وثائق هامّة (…). ومن أبرز المشاريع في شباط 2022 إطلاق النادي لكتاب قصائد عمر الزعني الممنوعة، تلك التي منعتها الرقابة وقد سُجن عمر الزعني، وللمرة الأولى سيُطلق النادي 5 أسطوانات Vinyl “وقد تمكّنا من رَقْمَنَة 50 أسطوانة (Digital) لعمر الزعني، وكان ذلك بالتعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية”، كما يُبلغنا نجا.
وأردف نجا قائلاً: “في هذا المشروع نحن شركاء “آفاق” (الصندوق العربي للثقافة والفنون ومؤسّسة مستقلة تموّل المؤسسات والأفراد العاملين في المجال الفني والثقافي). المبلغ الذي حصلنا عليه من “آفاق” لا يكفي للمشروع كلّه، ونحن نشكر “آفاق”. أمّا ياسمين حمدان، فهي تساعدنا لكي نحظى بدعم أحد المتموّلين في أوروبا. وهناك مشاريع أخرى للنادي كالمكتبة السينمائية ورَقْمَنَة أفلام لمخرجين من فلسطين للعراق.
ولكريستيان غازي – الذي أُحرقت أفلامه- فيلم “لماذا المقاومة” وهذا الفيلم “نُفِّذ” عام 1968. يتسابق على أفلام كريستيان غازي كثيرون في أوروبا واليابان وبريطانيا، علماً بأنّ فيلمه يتمحور حول أهمية ودور القضية الفلسطينية ويمرّ بأشخاص مثل غسان كنفاني وصادق جلال العظم وفلسطينيين وإبنة رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري التي كانت داعمة للفيلم، وهذه المجموعة سمّت نفسها “مجموعة 5 حزيران” (كان هناك تونسيون ولبنانيون وفلسطينيون). هذا الفيلم صُوّر لتعريف أوروبا بمدى إنسانية وأحقّية القضية الفلسطينية.
سيكون الفيلم قريباً جاهزاً في بيروت. وثمة فيلم لمخرج عراقي إسمه قيس الزبيدي أخرج فيلماً بطلب من الحزب الشيوعي اللبناني بعنوان “واهب الحرّية” حول عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية من عام 1981 حتى 1988 وسيكون الفيلم للمرة الأولى مُرقْمَناً في ألمانيا، والفنان الكبير زياد الرحباني له دور معروف بموسيقى فيلم “واهب الحرية”، علماً بأنّ الشاعر بول شاوول كتب نصّ الفيلم، وسيكون عام 2022موجوداً في لبنان (…).
الأساسي في تمويل نادي لكل الناس كما يقول نجا الأشقر يأتي من الداعمين بين الفنانين والموسيقيين والمخرجين الذين سلّموا أعمالهم ونتاجاتهم للنادي وهو يتابع حقوق الملكية ويحفظها ويوزّعها في كل العالم، وأبرزهم مارون بغدادي، وبرهان علوية، وجان شمعون، ومي المصري، ومحمّد ملص، وقيس الزبيدي… “نتقاسم الأرباح مع عائلات الفنانين. نأخذ نسبة من المهرجانات العربية والدولية، إضافةً إلى أصدقاء أفراد يدعمون النادي ومؤسّسات مثل “آفاق” و”المورد الثقافي” (مؤسّسة عربية تأسّست في مصر، وثمة مكتب لها في بيروت). سابقاً كان يدعمنا أفرادٌ كُثُر أبرزهم الوزير اللبناني المعروف ميشال إدّه الذي دعم المهرجان مرّتين وكان داعماً لأفلام برهان علوية ومارون بغدادي (…)”.