هناء نور تكتب : “يالا باي”
تقول معالي زايد ضاحكة: أنا مرة قعدت أضحك في مشهد، وكل ما يتعاد أضحك، والحكاية دي خسرت المنتج خام كتير، وفكر يرفع قضية، بس أنا وقتها استلمتني كريزة الضحك، أنا ما كنتش أقصد..
لم تقصد معالي أيضا الدخول إلى قلب الجمهور، لكنها بعفويتها هذه ودون أن يفرضها أحد، أصبحت صاحبة مكان ومكانة مميزة.. تقول معالي: أنا ست مجنونة وعندي عقد، والتمثيل حل لي عقدي، وطلع الشخصيات الكتير اللي جوايا..
رأفت الميهي أكثر جنونا من معالي زايد؛ لذلك لم يكن غريبا أن يختارها بطلة لأكثر أعماله تميزا وإثارة للجدل في التراجيديا والكوميديا..
لا تميل معالي زايد للكوميديا الحركية.. لذلك هي تؤدي دورها في فيلم “السادة الرجال” بمنتهى الجدية، فيضحك الجمهور دون أن تحاول انتزاع الضحك منه بحركات الوجه والجسد.. وسنظل نضحك ونفكر مع “فوزية أم رجلين حلوة” التي قررت التحول لفوزي للخلاص من سيطرة المجتمع الذكوري، فأصبحت في زي فوزي أكثر ذكورية ممن عانت وهربت من تسلطهم فوزية، لدرجة تدفع للضحك والكثير من التساؤلات؛ أهمها: هل العيب في النوع أم في الفكرة؟
في “للحب قصة أخيرة” الفيلم الذي يراه الميهي من أقرب أفلامه لقلبه.. نشارك “سلوى” خوفها من فقدان حبها الأوحد.. وهي حين تصدق أن حبيبها ليس مريضا، تفكر أن تملأ الحياة عسلا، فتشتري خلايا للنحل.. وبعد أن تتأكد من حقيقة مرضه وعجز الطب والعلم عن شفائه، تبيع خلايا النحل.. فنسير مع “سلوى” رحلة جديدة نحو الدجل وتصديق الخرافات، لإنقاذ قصة حب أخيرة في هذا العالم..
حين يموت حبيبها.. نشاركها الخذلان والرغبة في تحطيم كل شيء.، فمعالي تصدق الشخصية التي تقدمها، فتنتقل حالة الصدق والتفاعل تلقائيا إلى الجمهور.. معالي ليست شخصية اجتماعية، وتميل للبعد عن الأضواء طالما لا تمثل دورا، لذلك لم تنتشر حولها الكثير من الشائعات ولم تكن حديثا للجمهور إلا من خلال أعمالها..
تزوجت معالي مرتين، ولم ترغب في سرد تفاصيل الارتباط والانفصال.. فهي تحب أن تظل حياتها الخاصة ملكها.. عندما سئلت عن سبب عدم الزواج مرة أخرى.. ردت ضاحكة: أنا جربت الجواز مرتين وفشلت، فكفاية يعني؛ أصل أنا مش فار تجارب بقى.. معالي بداخلها إنسانة خجولة وليست على درجة كبيرة من الثقة بالذات.. اتضح ذلك حين صعدت على المسرح لإلقاء كلمة في أحد احتفالات أكتوبر، فارتجفت قائلة: أحيي الرئيس السادات والأستاذ حسني مبارك.. وحين ضجت القاعة بالضحك.. قالت: آسفة أحيي الرئيس حسني مبارك، كويس كده.. ثم فرت من المكان راكضة نحو بيتها لا تستطيع أن تبكي أو تضحك من شدة الخجل.. هذا الموقف لم يغادر ذاكرة معالي.. لكنها أصبحت تضحك فقط كلما ذكر أمامها..
في مسلسل “الحاوي” قالت معالي “يالا باي” فأخذ الجمهور من داخل مصر وخارجها يردد كلمة “يالا باي” على سبيل الضحك..
فظلت معالي بهذا إلافيه “تريندا” لشهور طويلة قبل ظهور “السوشيال ميديا”
كان اختفاء معالي من الساحة الفنية لفترة ليست قصيرة لغزا لمحبيها، ومادة للشائعات، هل اعتزلت، هل اتحجبت، يا ترى اتجوزت، هل تم تجاهلها من القائمين على صناعة الدراما؟!
تقول معالي: أنا ممثلة محظوظة جدا، وأخدت فرص حلوة، وبتتعرض عليا أدوار كتير، بس طول ما أنا مش لاقية دور يناسبني، وأحسه، هعمل حاجة تانية بحبها..
في فترة بعد معالي عن التمثيل.. اشترت “حتة أرض” في طريق الاسكندرية الصحراوي.. حولتها لمزرعة واشترت فيها “مواشي” وكانت تزرع وترعى المواشي بنفسها.. وتمارس هوايتها الأولى في الرسم..
تقول معالي: أنا لقيت حب وراحة وهدوء في المكان ده، ورسمت لوحات كتير.. ومن أحلامي إني أعمل معرض للوحاتي.. أنا دايما بحلم..
جاء ما يناسب إمكانيات معالي الفنية بعد غياب، عندما عرض عليها المخرج محمد ياسين.. دور “دولت” في مسلسل “موجة حارة”
تقول معالي: أنا وقعت في غرام “دولت” وحسيته بداية جديدة لرجوعي التمثيل..
جمهور معالي لا ينسى مشاهدها في “موجة حارة” وبالأخص تلك المشاهد التي جمعتها بإياد نصار.. كانت كتلة ضخمة من المشاعر والأحاسيس مكثفة في مشاهد قصيرة…
لم تصنع معالي ضجيجا أو خناقة حول حجم الدور، أو موقع اسمها في التتر.. ولم تفتعل أية أزمة.. كان اهتمامها فقط بإتقان الدور..
رغم أن معالي كانت ست فرفوشة، ومش واخدة الدنيا على صدرها.. لم يترك السرطان صدرها في حاله.. وهاجم رئتها في أواخر أيامها.. لم ترغب معالي في معرفة الجمهور بمرضها، لم تحب أن تحزن جمهورا اعتادت فقط أن تسعده؛ فغادرتنا فجأة.. في هدوء تام، ودون أن تقول لنا لمرة أخيرة: يالا باي.