براعمُ النُّور
عندي منَ الآياتِ ما لا يُشترى
نزلَت على قلبِ الثَّكيلِ فأبشرا
عندي يقينٌ ما تبدَّدَ في الأسى
قد عاصرَ الخيباتِ عمرًا ما اهترا
بعضٌ منَ الصَّبرِ الجميلِ يَعودُني
أن ما تيبّسَ سوفَ يرجعُ أخضرا
عينانِ لم تكحَلْ برؤيةِ حلمِها
صارَت نواعسَ في انتظارِ الـماورا
عينٌ على الشَّامِ الجريح وأختُها
تبكي يمانًا بالشّقاء تعفَّرا
كلُّ البلادِ تقاسمَت خبزَ البَلا
تقتاتُ همًّا في زمانٍ أقفرا
حُبلى الغيومِ تشِحُّ لو مرّت بنا
وتنامُ عن ظمأِ الحقيقةِ في العرا
وجهُ الشِّتاءِ مكدَّرٌ لكنَّهُ
كذبُ السَّحابِ على الغَوايةِ أفطرا
واللَّونُ للّالونِ صارَ مِدادُهُ
والزَّهرُ دونَ اللّونِ صبحًا أنكرا
تمضي الدُّروبُ بلا ذواكرِ خَطوِها
للتّيهِ ،لم تدركْ إلى أينَ السُّرى
في اليأسِ تختارُ القلوبُ تناسيًا
فيه الدواءُ لكلِّ جرحٍ أُضمِرا
حلمُ البنفسجِ تحتَ ثلجٍ قد غفا
طالَ السُّباتُ ،فهل يعودُ ليُزهرا ؟
لو وزّعَ الميراثَ دهرٌ كانَ حظُّهُ (م)
في النّوائبِ أن ببئرٍ يُؤسرا
صوتٌ بأعماقِ الغياهبِ وحدَهُ
تغتالُهُ الظُّلُماتُ كَي لا يثأرا
نايٌ من الصَّمتِ الكئيبِ وزفرةٌ
فيها الأنينُ معَ المواجعِ أسكرا
تتبادلُ الأعماقُ أصداءً سرَتْ
لتشُقَّ وُحشَةَ أنَّةٍ فتَحرَّرا
كالبحرِ يبتلعُ المواجعِ إنَّما
في مدِّهِ كلُّ العوالقِ تُزدَرى
هبْ أنَّنا طينٌ تمثّلَ حزنَهُ
أو كان ملحًا خافَ يومًا مُمطرا
أو أنَّنا شباكُ ذكرى إذ يُطلُّ (م)
على المدى فيهِ الحنينُ تفجَّرا
ما خلتَهُ كالموتِ كانَ بدايةً
لبراعمٍ منها المحالُ تعمَّرا
في كلِّ قلبٍ بذرةٌ للنُّورِ لو
تصحو لصارَتْ من شموسٍ أكبرا
في كلِّ حلمٍ غيمةٌ لو سافرَت
لأواننا لم تُبقِ جُرحًا مقفرا
عهدي مع الآمالِ أنّ بزوغها
آتٍ بُعيدَ العسرِ فجرًا أنورا
28/1/2022