“السماء تخرج لسانها لي”
لا أستطيع أن أضحك على أحد
يكفي أن أضحك على نفسي
القلوب المكسورة لا يمكن إصلاحها
بعض القلوب.. يمكن أن تموت من ضحكة
لذا .. وجدتني أقف أمام المرآة أخادع نفسي
أنّ لا وجه لي
وأن سرطاناً سيأتي للزجاج..
و يعدي عائلتي
لم يكن أمامي غير كسر المرآة ..
دون أن يراني أحد..
لأكذب على الجميع و أقول لست أنا
فغالبا لن يفهمني أحد
وسيعتبرني إخوتي الذكور مجنونة
سرطان الزجاج لا يعدي البشر
والبشر مشغولون بانهيار الأرض
و الأوبئة الجديدة
لآخر مرة سأقف أمام المرآة و أواجهني
أنظر إلى وجهي و أتفرّس فيه
وكأن عدواً يريد أن يحيا عمراً
على عمر
سيخرج منه و يقود طائرة ..
ممتلئة بالمتفجرات
و يفجر البلد
ينشر هزائمي المتوقعة في كل اتجاه
و يعبث بالرماد
فأرى أمي آتية تناديني ..
و تبحث عن مصدر الصوت
لكنّ حطامي بَدّدَها ..
فتناثرت و تطايرت أجزاؤها
عالياً عالياً
و السماء.. تحاول أن تلتهمها..
و تخرج لسانها لي
لأرى فمي مفتوحاً عن آخره ِ
وأسمع ضحكتي المحزنة
تعلو و كأنني لم أضحك في عمري مُطلقاً
و أفراد العائلة يشاهدونا مكتوفي الأيدي
مثلما دوماً أراهم
لأجد المرآة محطمة ..
و فمي قد بترته زجاجة حادة
فالضحكة .. كانت صرخة مدوية
تُخبِر بنهاية العالم
لأن السماء كانت تخرج لسانها لي
السماء مازالت تخرج لسانها لي