هناء نور
تكتب :
غناء بصوت مبتور
هذا الانطفاء لا تعلم متى اشتعل في نفسك.. شيء ما يجعلك غير مرتاح في البعد أو القرب عن كل الأشخاص والأشياء.. تسير في شتى الطرق حتى نقطة المنتصف أو أقل؛ وترى أن أنصاف الأشياء ليست سوى أدوات قتل باردة، تريد الدنيا بكل ما فيها، وتزهد في الحياة، إنك غير باق على شيء ولا تخاف المجهول إلى حد الهلع، لكنك فقط تتساءل : ترى هل يرتاح الموتى أم يؤلمهم تآكل الأجساد..
تضع الهاند فري في أذنك لتحجب عنك ضوضاء غير اختيارية.. تسمع أغنيات حزينة وفرحة تؤثر فيك جميعها.. تقطع صالة بيتك الضيقة ذهابا وإيابا كأنك تسير على شاطئ ممتد..
تنظر من نافذتك التي تطل على الكثير من المباني والقليل من الأشجار واللانهائي من الأتربة وعادم السيارات، تتأمل كل شيء ولا شيء، تريد أن تصرخ بلا توقف أو تصمت تماما..
ثمة أغنيات في داخلك لا تستطيع لسبب غير معلوم الجهر بها، ربما لرداءة صوتك مثلا، هل لك صوت حقا؟ متى آخر مرة تكلمت فيها..
تجلس مع الناس مجاملا ومضطرا.. تكرههم جميعا وتحبهم وتسامحهم على كل شيء.. متى تسامح نفسك وتحتضن مرآتك.. تبكي معها بحرقة أو تضحك حتى تمطرك السماء..
فترتوي ويجف حزنك وتربت على خاطرك متصالحاً مع منتصف المعاني وتتساءل دون أن تبحث عن إجابة: هل أنا حي؟