هناء نور تكتب :
متى نتحرر من أصنامنا؟؟
ذات مرة كتبت عبر صفحتي الشخصية على فيس بوك عن كتابات دكتور مصطفى محمود التكفيرية، أتذكر كم تم الهجوم علي لمجرد ذكر حقيقة لم أصطنعها، ولم أتجنى بها على دكتور مصطفى محمود، لا أظن أن هذا الهجوم حدث من محبيه، بل ممن يميلون لتقديس الشخوص ثم يتحولون إلى فئة مدافعة بشكل أعمى ترمي بالحجارة اللفظية كل من يجرؤ على الاقتراب ممن قدسوه دون أدنى محاولة للتحقق مما كتب عن بعض كتابات الشخص أو أفكاره، فأنا لا أكن عداء للدكتور مصطفى محمود ولا أعرفه على المستوى الشخصي، وقد تكون الكثير من كتاباته خالية تماما من الحكم على الآخر..
ولو أن دكتور مصطفى محمود كان حيا يرزق وقت كتبت رأيي في كتاباته التكفيرية، أظن أنه كان أول من سيدافع عما كتبته، وليس عن شخصي، لأنني أحب أن أؤكد للمرة الثانية أنه لو يوجد عداء شخصي في الموضوع، وأن الخلاف مع الرأي والفكرة. تخيلت؛ وقد أكون طيبة الخيال أن دكتور مصطفى محمود سيقول: لكن أنا فعلا كفرت الكثيرين! فقبل أن يكفر دكتور مصطفى محمود الكثير من نجوم الغرب على سبيل المثال مايكل جاكسون ومادونا، ويقول عنهم “هم نجوم في نظر الناس لكنهم ذنوب عند الله”!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا من غير الله من حقه أن يقسم عباده إلى صالح وآثم؟! غير أن مادونا كفلت أطفالا من إفريقيا وقدمت لهم كل الرعاية من المسكن للماكل للرعاية للصحية للتعليم…
أم لم يقل النبي محمد: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى”؟! ألم تقم مادونا التي قام دكتور مصطفى محمود بتكفيرها بكفالة اليتامى ورعايتهم وتوفير حياة آدمية وآمنة لهم؟! ألم يتبرع مايكل جاكسون بأكثر من ثلث ثروته للفقراء؟! غير أن من العرب بل ومن أصدقاء دكتور مصطفى محمود من نالهم حظا من تكفيره..
فقال عن نجيب محفوظ إنه غارق في الضلال ويجب أن يعود إلى الله..
وهكذا وصف نوال السعداوي التي كانت زميلة له في الدراسة، وكانت تميل في هذا الوقت للتوجه الشيوعي مثله.. إن دكتور مصطفى محمود تعامل أحيانا وكأنه كان ملحدا في وقت ما، ألم يتذكر هذا الوقت من عمره ساعة تكفيره لخلق الله؟!..
هل استطيع أن أفكر أنه من الممكن أن تكون كلمات دكتور مصطفى محمود التكفيرية لنجيب محفوظ ساهمت بشكل أو بآخر في محاولة اغتيال محفوظ في يوم ما؟!
أتمنى أن يتم استئصال كل ما هو تكفيري أو تحريضي على إيذاء الغير من أعمال الكتاب والمفكرين..
أتمنى أن نفتح صفحة جديدة مع أنفسنا، نتخلى فيها عن تقديس الأشخاص وتطرفنا في تقديسهم، صفحة نرى فيها أن تشغيل العقل أسهل كثيرا من إلقاء من يعبر عن رأيه بصدق وموضوعية بالحجارة اللفظية ومحاولات الإغتيال المعنوي..