ممر الوصال. قصة قصيرة /
يبحث عن وجه يعرفه.. يكسر وحشته.. يطوف في الشوارع؛ لعل وجها يبتسم له..
يذكر انه ذات يوم تعرف على فتاة اعجبته.. وكانت قد بادلته الإعجاب.. وبادر لسانها بالقول:اي حد يتمناك.
جرى هذا الحديث أمام أختها الكبري التي كانت تزامله في العمل.. التقط هذه الفرصة وتمسك بها.. حدد موعدا يلتقيها؛كي يتبادلان اطراف الحديث.. يقرب مسافة الاغتراب بينهما.. لعلها تكون النصيب الذي ينتظره.
في التوقيت المحدد مر أمام كافيتريا محطة الاتوبيسات مرات عدة.. يفتش عنها..
فتيات ونساء كثيرات يجلسن بانتظار مواقيت قيام رحلاتهن ..الوان الثياب تتزاحم مع بعضها.. واردية الرأس تتشابه أعلى الوجوه.. ويزيد الأمر صعوبة ان بعضهن يرتدين نظارات شمسية سوداء.
هو لم يسألها حينئذ عن لون الثياب الذي ستأتي به..ولون رداء الرأس.. كان يتوقع أنها ستبحث عنه هي.. او على الأقل ستكون في انتظاره ؛ لعلمها إنه سيقطع مسافة كبيرة حتى يصل إليها.. وانها ستلمح طيفه من بعيد..تهب لمقدمه.. تناديه بأعلى صوتها : عمرو .. او تهمس باسمه؛ فيشق طريقه نحوها.. مادام يجيد قراءة حركة الشفاه..او على أقل تقدير ستحل على وجهها غلالة من النور حين تنفرج شفتاها عن ابتسامة.
كان من الممكن ان تكون هي الشفرة الدالة على ممر الوصول إليها..تلك الابتسامة..هي التي كان يبحث عنها في الشوارع.
لم يجد احدا يوميء له بوجهه..أو يلوح بيده.. او يتبسم.. كأنه ليس ابنا للمكان ولا الزمان..كأنما؛قد تبدل الخلق..ازداد شعوره بالاغتراب..مثلما الحال حين عثر بعد عناء عليها.. وقد شعر بالغربة.